على الأيكِ البكاءُ
إلامَ يا دمــعُ على الأيــــكِ البكــاءُ
شِئنا الفـراقَ أم فَرَقَنـــــا القضـــاءُ
يجمعُ القلبُ رغـم البعــــدِ نبضتَنــا
ويجمعُ القدرُ مَن عن القلبِ غرباءُ
تفرقُنا مسافاتٌ تذوبُ فيها صبوتُنا
الليالي والجــرحُ والغـيــرُ والــداءُ
في مملكةِ العشــــاقِ صرتُ كأنني
هـاجــــرٌ للأيــكِ وفعـلتي نكـــــراءُ
أنا واللهِ ما اســتنفرتُ غــربـــــــةً
متى برعَ في حزنِ الرثاءِ رثــــاءُ!
زفراتُ عمري تســـــرفُني كأنهـــا
سِقامٌ هاجـــــرتْ دونهـــــا الأدواءُ
يا ساكنً الحزنِ إنْ ضاعَ موعدُنـا
كــلُ ليـــلٍ إذا ما افترقنـــا لقــــاءُ
عندما ترسلُ الذكـرى صبوَ الغِنـا
كلما يشرقُ الفجرُ أو يحلُّ مسـاءُ
في احتراقِ الغيـدِ إذا جُـنَّ اللظـى
في باطنِ الحرفِ إذا غصَّ الرجاءُ
كلما يهفو إليكِ جنونُ أصداحــي
كلما تشرقُ من القوافي أفيـــــاءُ
أينما أغدو ففي عينيــكِ رواحــي
وكلُ جمـــالٍ بــلا عينيــكِ هبـــاءُ
لازلت ُوإياكِ والأشـواقُ ســكارى
فكيف سيهربُ من الثالــــوثِ داءُ
في دجى البينِ أضرمُ اللحنِ وحدي
النغمُ محمومٌ وقيثارتي أشـــــــلاءُ
مكبولٌ قد أعيتْ القيودُ زنـــــــدي
الرحيلُ يلذعُني ويقتلُني البقـــــاءُ
في ربيعِ الجدبِ ما أزهرتْ ورودٌ
ما جدوى القطافِ والورودُ جدباءُ
كأنَّ فصولي طولَ العامِ قد وحدتْ
فحقــــولُ الخريفِ قحلـــةٌ ظمــآءُ
غداً أرحلُ وظلمُ الليــــلِ يصحبُني
وضوءُ القناديلِ أعياهُ الضيــــــاءُ
الهزيعُ الأخيرُ قد ألقى سطوتــــهُ
فلا أنتِ أنتِ ولا أنــــا الجــــوزاءُ
دروبُ النوى سأمضي في مهالكِها
فابقي كما أنتِ وحـولكِ الأنــــــواءُ
بعض الورى يحيا دونما أمــــــلٍ
إنْ كانَ الردى أو الحياةُ ســــواءُ
فمن لي بأيـــكٍ ما عــادَ يعرفُنــي
على بابهِ زهـــــرةٌ غِنــةٌ عــذراءُ
يعيدُ الشبابَ حيث كــانَ زمانُنــــا
وحيثَ الشرفاتُ خمائلٌ وبهـــــاءُ
الحلمُ كالدنيا كالسرابِ من خبــلٍ
كرجاءٍ يهجوهُ في سخطٍ رجــــاءُ
لقد جفتْ دموعُ العينِ من أجــــلٍ
فاصنعْ بدمعِ الفؤادِ ما تشــــــــاءُ
................................................................ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/10/19/240341.html